الأفكار ......
تلك الأشياء الصغيرة التى تنبت فى رؤوسنا بدون سابق
ومذ خروجها للعلن فهى لاترجع ثانية ....... أبدا
لماذا لاتموت الأفكار ........ ؟
هل تتناسخ الأفكار الأفكار مثلما تتناسخ الأرواح فى الديانات الهندية ؟!
أم هى كالعنقاء تنشأ من الرماد!
هل تعيش الأفكار في نفوس معتقيها حتى إذا تم القضاء عليهم قضيت عليها
أم أنها تمتلك قوة خاصة بذاتها
قوة تمكنها من الأستمرار حتى بدون وسيط مادى ؟
لماذا تمكنت مذاهب فكرية مثل الشيوعية والإعتزال والكنفوشيوسية القديمة
من البقاء برغم كل النقد الموجه إليها
لماذا تظل أديان (وهى مذاهب فكرية أيضا) لاعقلانية تماما من الإستمرار ؟!
الأسئلة كثيرة جدا
لكن بعيدا كل هذا الكم من الكيف واللماذا !!
هناك شىء واحد شبه مؤكد .
الأفكار ....... وجدت لتبقى
.
.
.
.
(الكنيسة المصرية من الرأس للقاع تهاجم رواية عزازيل وارتفاع نسبة مبيعاتها جدا بعد الهجوم)
(توصية بمصادرة كتاب سقوط الإمام لنوال السعداوى وعودة مبيعات الكتاب ثانية بعد هذه التوصية)
(قراءة كتب القمنى ارتفعت بعد التهديدات بقتله وهدر دمه)
لماذا .. لماذا لاينتشر كتاب أو فكرة إلا بعد محاولة مصادرتها ومحاولة منعها أكرر (محاولة)
أهو من باب الممنوع مرغوب
أم أن الطريق الأمثل للشهرة هو الظهور بدور الشهيد
أم هو رفض شعبى لفكرة الوصاية بغض النظر عن مضمون المؤلف أو الفكرة
أم هو شىء غير ذلك تماما ؟!
لنتخطىء تلك النقطة أيضا
ولنحاول أن نعرف تأثير فكرة المصادرة والمنع (وحتى ماهو أكثر) على مؤلف أو فكرة
هل تتسبب فى اختفاءها ؟!
هل تتسبب فى محوها ؟!
هل تتسبب فى تقليل انتشارها حتى ؟!
أم أن العكس هو الصحيح ؟
ماهو التصرف الصحيح حقا مع مؤلفات لأشخاص مثل القمنى وفرج فودة ونوال السعداوى وحيدر حيدر
المظاهرات العارمة لم توقف حيدر حيدر عن الحياة ولم تفعل غير أنها زادت من مبيعات رواياته
مصادرة كتب نصر أبو زيد لم تتسبب إلا أن الرجل يكتب الأن من ليدن حيث لايمكننا مصادرته
وحيث لايمكننا منع أحد من قراءته
الهجوم الضارى على "شخص" القمنى لم يتسبب إلا فى جعل ببغاء فكره خواء تماما نجم تلفاز
ورمز للعلمانية فى مصر بل وحتى رمز للنضال فى وجه "الظلامية"
هل المصادرة هى وسيلة فعالة حقا فى منع فكرة أو محاربتها
هل تتسبب فى تصحيح خطأ أو إقرار صواب ؟!
ماهو الحد الذى تصبح عنده المصادرة هى الحل الناجع ومتى لاتصبح إلا محاولة فاشلة ؟!
ما هى المعايير لذلك ومن يضعها بالتبعية ؟
هل تعتقد أن الفكر لايفله إلا الفكر أم أن سيف السلطان قد يقطع رأس الكاتب ومحتواه أيضا ؟
الأسئلة هنا كثيرة أيضا ...... لكن هذه هى الأسئلة التى أسعى حقا لإجابتها