الحرب البيولوجية (بالإنجليزية: Biological Warfare)
هي الاستخدام
المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية و سمومها التي
تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر و الحيوانات و النباتات، و سبل مقاومة هذه
الأوبئة و مسبباتها. و يطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب
البكتيرية ، او الحرب الجرثومية ، غير أن تعبير الحرب البيولوجية أكثر دقة
لشموليته.
والاستخدام المتعمد للعوامل البيولوجية في الحروب قديم جدا، إذ كثيرا ما
لجأ المحاربون القدماء إلى تسميم مياه الشرب و النبيذ و المأكولات، و
إلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات أعدائهم. و لقد استمر اللجوء إلى
هذه العوامل حتى القرن العشرين ، حيث استخدمها البريطانيون و الأمريكان في
جنوب شرقي آسيا لتدمير المحاصيل و الغابات التي توفر ملجأ لقوات العصابات.
تصنف العوامل البيولوجية التي يمكن استخدامها في الحرب البيولوجية إلى خمس مجموعات:
1- الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا و الفيروسات و الفطريات إلخ.
2- السموم الجرثومية الحيوانية و النباتية.
3- ناقلات العدوى مثل الحيوانات المعضلية (القمل، البراغيث إلخ).
4- الحشرات و النباتات المؤذية.
5- المركبات الكيماوية المضادة للمزووعات، ( و تندرج هذه أيضا ضمن عوامل الحرب الكيماوية).
و تتسم عوامل الحرب البيولوجية بخصائص عامة أبرزها قابلية وبائية عالية، و
قدرة على مقاومة الظروف الطبيعية كالحرارة و الجفاف، و قابلية التكيف، و
سرعة الانتشار، و القدرة على إنزال خسائر عالية في وقت قصير، و عدم توافر
مناعة طبيعية ضدها في الهدف، و ملاءمة العامل للاستخدام ميدانيا، و سهولة
اإنتاجه و تخزينه.
[عدل] طرق إيصال العدوى:
و هناك ثلاث طرق أساسية لإيصال العدوى بالعوامل البيولوجية، و هي العدوى
من خلال الجلد، و العدوى بواسطة المأكولات و المشروبات الملوثة، و العدوى
بواسطة الهواء. و تعتبر الطريقة الأخيرة أكثر الطرق فاعلية. و يمكن
استخدام الطائرات و السفن و القنابل و المدافع و الصواريخ كوسائط لنشر هذه
العوامل.
[عدل] طرق الدفاع ضد العدوى:
و يشكل الدفاع ضد الحرب البيولوجية معضلة. و يعتبر التطعيم من أبرز حلول
هذه المعضلة، كما تؤمن الملابس و الأقنعة الواقية إجراءا دفاعيا جيدا. و
يضاف إل ذلك مجموعة من الإجراءت الوقائية مثل حفظ الماء و الأطعمة، و رفع
مستوى الإجراءت الصحية و النظافة، و الحجر الصحي للمناطق المعرضة، و تطهير
الأشخاص و التجهيزات و المناطق الملوثة.
[عدل] الاتفاقيات و البروتوكولات بخصوص الحروب البيولوجية:
و تؤدي الحرب البيولوجية إلى صعوبات بالغة ليس على صعيد الدفاع فحسب، بل و
على صعيد الهجوم كذلك، إذ إن من الصعب ضبطها و تحديد مناطق تأثيرها عند
اللجوء إليها. و لذا فإنها تعتبر أكثر خطورة من الأسلحة الكيماوية من ضمن
أسلحة الدمار الشامل. و لقد كانت هذه الحقيقة وراء الجهود التي بذلت طيلة
القرن العشرين للحد من إماكانات استخدامها و تطوير الأسلحة الخاصة بها. و
لقد وقعت الدول الكبرى في العام 1925 "اتفاقية جنيف" التي تمنع اللجوء إلى
الأسلحة البكتريولوجية في الحروب. و ذلك بالإضافة إلى منع الغازات السامة
و غيرها. و لقد أقرت 29 دولة هذه الاتفاقية. و كانت الولايات المتحدة أبرز
الممتنعين عن الانضمام إليها. كما اتخذت الجمعية العمومية للأمم المتحدة
قرارا في ديسمبر ، 1966 ، يقضي بضرورة الالتزام بالبروتوكول المذكور، و
بذلت بريطانيا خلال الستينات جهودا باتجاه نزع السلاح البيولوجي، و لاقت
تلك الجهود دعما واسعا، لا سيما من الاتحاد السوفييتي . و من جهة ثانية،
قام الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في العام 1969 بإعلان استنكار
الولايات المتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية، و أمر بتدمير مخزون بلاده
منها. و تجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" ليست من البلدان التي انضمت إلى
مجموعة "اتفاقية جنيف".
و على الرغم من كافة هذه الجهود، فإن خطر استخدام الأسلحة البيولوجية لا
يزال ماثلا في مطلع الثمانينات . و لا تزال الدول الكبرى تتبادل الاتهامات
حول إجراء اختبارات على الأسلحة البيولوجية و تطوريها.
و مما لا شك فيه أن من الصعب ضبط انتشار الأسلحة البيولوجية نظرا لسهولة
تطوريها، الأمر الذي يفاقم المعضلات التي تواجه الجهود المبذولة لنزعها
على الصعيد الدولي، كما يزيد من احتمالات استخدامها في نزاع قد يكون
"محليا"