لقد ضاعت وسط الزحام والتكنولوجيا وأصدقاء السوء والمقاهى وغيرها الإخلاق التى كنا نحتمى بها من غدر الدنيا, فالآن أصبح الأب والأم فى حيرة من أمرهما لقد تعبوا كثيرا وجاهدوا فى تربية أبنائهم، ولكن فجأة الأم تجد ابنها مدمناً أو مشاغباً، ويبدأ فى تبادل الاتهامات بين الأب والأم، فكل منهما يلقى المسئولية على الآخر، ويوهم نفسه بأنه قد قام بدوره على أكمل وجه.
الأب يظن أن دوره هو جمع المال لتأمين مستقبل أولاده، والأم تظن أن تربيتها لهم أمان من الخطأ، ولكن كل منهما نسى شيئاً مهما، وهو الرقابة فدور الرقيب الذى يلعبه الأب والأم هو الأهم، وخاصة فى مرحلة المراهقة وليست الرقابة هى التجسس والتلصص، بل بالعكس يجب أن تعطى لأبنائك الحرية والثقة فى الذات، ولكن مع المتابعة عن طريق معرفة الأصدقاء والهوايات التى يمارسها، ومع من يتحدث وأن كان يهوى الجلوس لفترات طويلة على الإنترنت، فيمكنك متابعة ما يشاهده وما يستهويه، والأفضل أن تكون متدرباً على استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة حتى تستطيع مجاراة أفكار أبنائك، وأن يكون بينكم حوار دائم فى كل المجالات.
والصداقة بين الآباء والأبناء شىء مهم جدا، حيث تكتسب الحياة طعما خاصا فهى تذيب الخوف والقلق من داخل الأبناء تجاه آبائهم، وتكسبهم الثقة وتزيد من ارتباطهم.. كل هذا يجعل الأبناء متمسكين بأخلاقهم ومبادئهم ويخشون الوقوع فى الخطأ.. ويكسبهم احترام ومحبة الآخرين ويبعد عنهم مخاطر السوء كالوقوع فى الرذائل من إدمان وانحراف وغيره مما نراه هذه الأيام.